اللاهوت التاريخي والمسار الارتقائي للعقلانية التوحيدية
(0)    
المرتبة: 122,731
تاريخ النشر: 09/01/2013
الناشر: مصر العربية للنشر والتوزيع
نبذة الناشر:تتوزع الظاهرة الدينية على مستويين متمايزين: مستوى أولي يتمثل في خبرة الاتصال العاطفي مع المبدأ الإلهي/ القدسي، وهي خبرة خاصة جدًا، متفردة تمامًا، كونها حوارًا مع خالق الكون وروح الوجود، يترقى فيه الإنسان بقدر ألقه الروحي، واستنارته الباطنية فيما لا سبيل إلى تعلمه من أحد أو نقله إلى أحد، ومستوى ...ثانوي يتم فيه عقلنة هذه الخبرة في معتقدات وعبادات وتنظيمها في طقوس وشعائر، ما يجعل منها معرفة وتقاليد، تدور حول نصوص ونقول، ويحيلها نسقًا يمكن الخروج منه والدخول إليه..
نقله عن سابقين وبثه في لاحقين، والاشتراك فيه مع آخرين.
على المستوى الأول نحن أمام جوهر روحاني باطني، يمكن امتلاكه، كما يتصور فقده، مع إمكانية تنشيطه؛ بحسب القوة الروحية للفرد التي يلهمها تكوينه النفسي واستعداده الجؤاني، ومن ثم فلا سبيل للحديث عن ارتقاء تاريخي أو تدهور حضاري، فالإيمان هنا هو نتاج العوالم الداخلية للإنسان، كما أنه وسيلة مثلى لإنماء هذه العوالم.
وعلى المستوى الثاني نحن أمام قواعد مدرسية وتقاليد تنظيمية تقبل التطور، مثلما تتفاوت في درجة الإحكام، بحسب الترقي في طرق تأويل وتدوين النصوص، وفي مسارات احتكاكها بالواقع التاريخي. ومن ثم نكون أمام تأمل عقلاني لدور الدين في الوجود البشري: هل ارتقى الدين بالعقل الإنساني.. كيف أثر العقل الإنساني في الدين.. وكيف تمكنا معًا من صوغ المجال التاريخي- الحضاري لعالمنا؟.
ولا يعدو هذا الكتاب أن يكون محاولة جادة، وإن قاصرة أو حتى خاطئة، للإجابة على مثل هذه التساؤلات وغيرها من داخل النسق الديني التوحيدي بشرائعه الثلاث، عبر التعرض لمجموعة المفاهيم اللاهوتية التي تصوغ رؤيته الوجودية للكون والتاريخ والإنسان، وفحص المسارات التي اتخذتها من شريعة إلى أخرى، ارتقاءًا نحو التعقيل والأنسنة، أو تدهورًا باتجاه الخرافة والعنصرية.. إقرأ المزيد