تاريخ النشر: 23/04/2011
الناشر: خاص- نشوى ناجي
نبذة نيل وفرات:هل للدفء مذاق؟ سؤال قد يتبادر إلي الذهن يعد قراءة هذا العنوان، وقد نتصور أننا نلنا بعض من إجابته حين تقرأ قصيدة تحمل نفس الإسم، تقول في بدايتها الشاعرة "نجوى ناجي" أتجرع من فنجان قهوتي مذاق الدفء في ليل يعربد فيه الشتاء، ثم تكمل قائلة "ففي الشتاء ملحمتي وللشتاء ...أكتب مظلمتي من طول بعدك وجفاء قلبك أشكي له برودة مشاعرك وطغيان زمنك"، قد نفكر أنه ذلك المذاق الذي يمنحه فنجان القهوة في ليل البرد القارس، ولكنه أيضاً مذاق يظل ذو طابع خاص إذا ما كان في ليل البحث عن الحبيب المفارق، "مذاق الدفء" اسم للديوان والقصيدة بداخله، ولكنه ذات المذاق الذي يفوز به القارئ من جراء اقتنائه هذا الكتاب، فقد جاء علي صغر حجمه بين جنباته مشاعر وأفكار جياشة تفيض من بين سطوره، تارة في سطور قصيرة حازمة واضحة مثل "علي حدودك.. أقف مكتوفة الأيدي.. لا يسعني سوى الانتظار.... فلم يمنحوني بعد جواز المرور إليك"، وتارة في سطور طويلة حانية عاشقة مشتاقة، وبالرغم من أنه ديوان للحب من الدرجة الأولي إلا أنه لم يخل من لمحات عابرة لموضوعات أخري تنطق بما هو خارج هذا السياق، فكانت قصيدة "في بلداننا العربية" مثلاً، التي عبرت بمهارة عن أحوال شتى في العالم العربي، كسجن الحريات أو التصنيفات العرقية والجنسية أو الخوف و الخجل من الحب.. أحوال تئن بها البلاد العربية، جمعتها في طابع إنساني رقيق وأنهتها بمطلب واحد بسيطاً بعيد عن الكلمات والشعارات الجوفاء عندما قالت "لازلت أبحث عن وطن يحتمل ما بقلبي من أحلام أصنف فيه كإنسان يحمل في حافظته هوية واحدة الهوية العربية".
إنها سطور وقصائد كان قاسمها المشترك هو الشعور الصادق الذي ما خرج من القلب إلا ليصل إلي القلب، ولكن يميزه شيئاً أخر.. تلك التعبيرات الجديدة والمتميزة في قاموس العشاق، فقد استخدمت الشاعرة مصطلحات تنم عن جرأة وثورة في تعبيرها عن عشقها، فلم تركن إلي قاموس نسائي هضيم الجناح أو منزوى في إحدى حجرات الكون، بل اضافت تعبيرات قد نجدها بسهولة في حديث عن عالم السياسة ومجريات الأحداث في العالم مثل "تزامناً مع عصر الثورات أعلنت عصياني علي مدن الخيبة أدركت الفرق ما بين المنح المطلق والعطاء المحدود"، "قررت التوقيع علي بيان التغيير فناءنا في عشق متردد اعترفي بجريمتك العشقيه تعهدي بإعلان وثيقة الشوق لا ضاع حب وراءه مجاهر"، كلمات استخدمت بذكاء يحسب للشاعرة في حديث متناغم عن الحب. يستخدم القوة حيناً والشوق والمناجآة حيناً آخر.نبذة المؤلف:تزامناً مع عصر الثورات أعلنت عصياني علي مدن الخيبة أدركت الفرق ما بين المنح المطلق والعطاء المحدود.. تعلمت كيف تصمد الإرادة.. تثور كيف تتهاوى أمام القهر السدود فحين تسقط الأقنعة تبدو الحقائق أكثر بشاعة فللادراك ثمن.. كما للحرية ثمن وما بين الماضي والحاضر يقف التاريخ.. ليكتب.. "انتهى عهد.. تأتي من بعده.. عهود". إقرأ المزيد