تاريخ النشر: 01/01/2005
الناشر: أطلس للنشر والإنتاج الإعلامي
توفر الكتاب: نافـد (بإمكانك إضافته إلى عربة التسوق وسنبذل جهدنا لتأمينه)
نبذة المؤلف:كنت أستنشق رائحة المذلة والهوان.. عندما كانت تسرى فى جسدى برودة الرعب من بطش الجهلاء وتسيطر على قشعريرة الخوف من المجهول.. وأذرف دموع الاستسلام.. وأنا فى حالة إغماء.. وأستيقظ فى حالة فزع.. خلال 14 شهراً كاملة قضيتها فى سجنى الاختيارى خلف قضبان الشخصيات التى حاورتها والتى ضمتها صفحات الكتاب الذى ...بين يديك والذى سيليه جزء آخر يضم بقية الشخصيات التى لم يتسع لها الجزء الأول من "السجين".
وفى حوارى مع شخصيات الكتاب حاولت أن أخرجهم من صمتهم الذى مر عليه عشرات السنين وبعضها وصل إلى أكثر من نصف قرن منذ خروجهم من المعتقل حتى الآن وهم يختزنون داخل ذواتهم تفاصيل تلك التجربة التى حتماً حفرها الزمن داخلهم وخلال 14 شهراً قرأت عشرات الكتب وكتبت مئات الصفحات وحاورت العديد من الشخصيات التى مرت بتجربة الاعتقال السياسى واكتشفت أن بعضهم أصبحوا "أبطالاً" بالمصادفة ودخلوا المعتقل مع "هوجة" الاعتقالات التى شنها النظام الحاكم ضد أصحاب الاتجاهات السياسية المختلفة والمشتبه فيهم أيضاً ومنهم من كان لا يؤمن برسالة أو يحارب من أجل هدف لكنه فقط أراد أن يحمل لقب "السجين السياسى" حتى يستفيد من السنوات التى قضاها خلف القضبان بالمصادفة.
وقليلون هم أصحاب التجارب الحقيقية ممن جعلتهم التجربة أكثر تمسكاً باتجاهاتهم وأفكارهم وأكثر عناداً مع النظام الحاكم وخرجوا من المعتقلات وهم ينتظرون العودة مرة أخرى وكأن المعتقل أصبح بيتهم وإنه المكان الوحيد الذى يشعرون فيه بصمودهم أمام كل ألوان التعذيب التى يتعرضون إليها وهؤلاء القليلون هم الذين حاورتهم وضمتهم صفحات الكتاب وبالرغم من أن عملى كصحفى جعلنى أتعلم كيف أناور من أحاوره؟ إلا أننى فى حورارتى هذه لم أحتج إلى تلك المناورة.
هذه الحوارات وثيقة شديدة الأهمية لأنها تعكس تاريخ المعتقلين السياسيين المعاصرين وأسباب اعتقالهم أو سجنهم والتنظيمات السرية أو العلنية التى كانوا ينتمون إليها ودرجات تناقضهم مع السلطة منذ بداية الثورة عام 1952 وهى تجربة فريدة تطلبت شجاعة ممن حاورتهم من المفكرين السياسيين فى البوح الصادق واحتجت أنا أيضاً إلى جهد وافر من أجل التلاحم مع تلك الرموز السياسية والأدبية التى شملتها الحوارات مع الذين يمثلون أقطاب العمل السياسى باتجاهاتهم السياسية المختلفة والحوار معهم يرسم صورة واضحة لكواليس تلك التجربة التى لم يتحدثوا عنها من قبل. إقرأ المزيد