تاريخ النشر: 01/01/2008
الناشر: وكالة سفنكس للترجمة والنشر والتوزيع
نبذة المؤلف:الفصل الأول
"القاهرة! هذه نكتة، أنتم تمزحون بالتأكيد"
وضعت كاميرا الفيديو جانبا. يبدو أنني كنت متأكدة من أنني لن أنسى هذه اللحظة طوال حياتي أبدا، وبالتالي لن أحتاج إلى تصويرها، لهذا ضغطت على زر التوقيف
قال أبي:
"ماذا جرى، القاهرة مدينة رائعة، أنت تعرفين أنني منذ أن ذهبت إلى هناك، منذ ثلاثة أعوام، ...والمدينة لا تفارق خيالي"
ينهض من مكانه ويتحرك في الغرفة جيئةً وذهابا، كان الشرار يطقطق من عينيه
"كات أوقفوا التصوير! المصيبة أني لست في فيلم بل في الحقيقة"
أمي تطل عليَّ بنظرتها الحنونة والناعمة التي أكرهها:
"كيارا، يا حبيبتي، أنت تعرفين أنه ينبغي أن نقرر سريعا قبل ميعاد انتهاء المهلة المحددة، والموضوع ليس بجديد عليك"
أقول
"نعم هذا صحيح، الموضوع ليس جديدا، فنحن نقضي بعض السنوات في الخارج، أدرس في إحدى المدارس الألمانية، حيث يمكنني الحصول على حصص في مادة الفنون، ليس لدي مانع في الذهاب إلى إسبانيا، فرنسا، سويسرا، لكن المصيبة التي تأتوني بها هذه المرة هي مصر"
يقول أخي هانو
"والله عسل، كل أصحابي سيُجَـنُّون عند سماعهم الخبر"
كنت متأكدة أن أخي الأكبر سيخذلني هو الآخر، لأنه يشمشم على مغامرة جديدة، وطبعا كلما كانت المغامرة أكثر جنونا، كانت أفضل بكثير
يجلس أبي مقتربا مني مرة أخرى
"أنت على حق يا كيارا، يجب أن نتشاور في الأمر، أي مكان تفضلين الذهاب إليه؟"
"باريس، أنا أحب هذه المدينة وأجيد اللغة الفرنسية ويعجبني الطعام الفرنسي، وأجمل شيء هناك طبعا السينما، وسيكون بوسعي أن أشاهد أخيرا فيلم "إيملي" الأصلي، وكل أفلام إيمانويل بير، بالتأكيد سأشاهد تصوير بعض الأفلام في الشوارع هناك، باريس هي مدينة مخرجي السينما الكبار"
يرد أبي مبتسما
"هي أيضا مدينة مخرجي المستقبل العظام"
"أبي أنت تسخر مني"
"لا والله، فعلا، كل ما في الأمر أنني في الماضي كنت أريد أيضا أن أصبح مخرجا ولكنني بقيت في مجال الصحافة"
تعبث أمي بأصابعها في سلسلة من اللؤلؤ صنعتها بنفسها:
"باريس، نعم باريس، لقد قضيت هناك سنة كاملة في الفنون، في شقة مشتركة مع طلاب الفن، قمنا بعمل معارض وحفلات"
"إذن فلنذهب إلى باريس!"
يهز أبي رأسه مستنكرا:
"للأسف لن نتمكن من ذلك، كل الأماكن الوظيفية مشغولة في باريس وقائمة الانتظار للعمل
طويلة لمدة سنوات قادمة، ونحن لن ننتظر كل هذه المدة"
"عظيم لماذا لم تخبرنا بذلك من البداية، إذن فلنذهب إلى إسبانيا"
يتحدث هانو متأوها
"لا! لقد حفظنا إسبانيا حفظا، كم مرة قضينا الإجازات هناك؟ خمس، ست، أو سبع مرات"
تقول أمي
"أربع مرات، لكن كلامك صحيح، يمكننا أن نذهب إلى مكان جديد، حضارة مختلفة، إلى مكان صحراوي مثلا" إقرأ المزيد