تركيا والاتحاد الأوربي: دراسة لمسيرة الانضمام
تاريخ النشر: 01/06/2007
الناشر: مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية
نبذة نيل وفرات:تكاد تجمع معظم الكتابات التي تتناول تاريخ تركيا المعاصر على أن محاولات شد تركيا نحو الغرب، والتي تعود في جذورها التاريخية إلى بدايات انهيار الدولة العثمانية منذ عام 1838 تحديداً، تمثل قاسماً مشتركاً لخيارات النخبة الحاكمة منذ مطلع عهد تركيا الحديثة بقيادة مصطفى كمال أتاتورك (1923-1938)، إذ تضمنت الدساتير ...التركية منذئذ مادة تقول بأن "تركيا دولة ديمقراطية وعلمانية"، وجرت مساع حثيثة وقسرية للتخلص من كل الرموز التقليدية الشرقية والإسلامية المتعلقة بالماضي العثماني، بدءاً بالبناء المؤسسي للدولة، وانتهاءً بالملبس الخارجي لرجل الشارع، وذلك بهدف الالتحاق بالدول الغربية.
وعلى الرغم من مرور ثمانية عقود تقريباً على تأسيس تركيا الحديثة، فإن بناها السياسية والاقتصادية والاجتماعية لا تزال تختلف بشكل بارز عن نظيرتها في دول أوربا الغربية التي تعد أساسية في الاتحاد الأوربي وأكثر أعضائه تأثيراً فيه، ففي نظر هذه الدول تعيش تركيا اليوم تجربة التحولات الداخلية التي عاشتها تلك الدول نفسها أواخر القرن التاسع عشر: سلطة الحكومة والبيوقراطية مسيطرة على المجتمع وتعترض قيام مؤسسات المجتمع المدني، والقومية تعرف بمعايير ذلك القرن، وطبيعة المجتمع الثقافية لم يكتمل تحديثها.
وفي المقابل، تركز النخب التركية على أهمية الموقع الجيوسياسي لبلادها، واعتبار أن التحاقها بالاتحاد الأوربي ينطوي على مصالح أساسية واستراتيجية للطرفين. وهناك من يرى أن إدعاء كل من الطرفين صائب إلى حد كبير، لكن في الوقت نفسه لا يمكن اعتبار دخول تركيا إلى الاتحاد الأوربي هي أكبر وأوسع من المصالح الأمنية والاقتصادية المتبادلة، وترتبط بالتعامل والتقابل بين نظرتين للعالم وهويتين مختلفتين.
وما تسعى إليه هذه الدراسة هو استعراض مسيرة تركيا الحثيثة للانضمام إلى الاتحاد الأوربي خلال الفترة 1963-2006، ورصد المواقف المتبادلة بين الطرفين، فضلاً عن محاولة استشراف الآفاق والتوقعات المحتملة لتأثير انضمام تركيا في الاتحاد الأوربي، حيث يبدو أن العلاقات بين تركيا وأوربا تقترب من منعطف جديد، وأن طريقة التعامل معه ستترك تأثيراً عميقاً فيتعامل تركيا مع العالم الخارجي، وخصوصاً الدول المجاورة لها. إقرأ المزيد