مواجهة شائعات الأزمات وتداعياتها الأمنية
(0)    
المرتبة: 206,310
تاريخ النشر: 17/09/2020
الناشر: مركز تريندز للبحوث والاستشارات
نبذة الناشر:وتبرز هذه الأهمية كذلك من خلال مقرح إنشاء جهاز وطني للتصدي لشائعات الأزمات على مستوى الدولة، يهدف إلى رصد وتتبع الشائعات الأزموية، ووأدها في مهدها بالتصدي لها من خلال إبراز الحقائق والصورة الكاملة بشفافية ووضوح للرأي العام في إطار من التعاون والتنسيق بين كافة أجهزة الدولة.
وقد اشتمل الكتاب على ثلاثة ...فصول وتناول الفصل الأول وعنوانه شائعات الأزمات مفهومها ودوافعها وتأثير ثورة الإتصالات عليها، حيث تناولت فيه الكاتبة مفهوم شائعات الأزمات، ودوافع إطلاق الشائعات وقت الأزمات، وأيضاً تأثير ثورة الإتصالات على شائعات الأزمات.
أما الفصل الثاني فجاء بعنوان تداعيات شائعات الأزمات على الموقف الأزموي، وفيه تناولت الكاتبة تداعيات شائعات الأزمات على أطراف الموقف الأزموي، وتداعيات شائعات الأزمات على حركية التغير في وطأة ومسار الأزمة، وكذلك أثر تداعيات شائعات الأزمات على تعديل وإعادة هندسة إستراتيجية إدارة الأزمة.
وتصدى الفصل الثالث لسبل مواجهة شائعات الأزمات، وذلك من خلال عرض الكاتبة لأهمية مواجهة شائعات الأزمات للعمل الأمني، ومرتكزات ومحاور مواجهة شائعات الأزمات، وكذلك أدوات وآليات الإستراتيجية المقترحة لمواجهة شائعات الأزمات في دولة الإمارات، وأخيراً عرضت الكاتبة الخاتمة ونتائج الدراسة وكذلك التوصيات.
ملاحظة: والجدير بالذكر أن هذا الكتاب هو ثمرة عملي في مرحلة الماجستير وقد حاز على تقدير جيد جداً من أكاديمية شرطة دبي، وأتمنى أن يحوز على إعجاب القراء.ولا يخلو مجتمع عادة من الشائعات، فهي من مظاهر التعبير عن الرأي العام داخليّاً، أو ما يراد لها عندما تكون مرسلة من الخارج، وتزداد الشائعات وتكثر في المجتمعات التسلطية والتي لا تتمتع بالحرية كوسيلة للتعبير عن الرأي الكامن، ولزعزعة الثقة بالسلطة.
ويتوقف نجاح الشائعة على قوة عناصر المعادلة، بالإضافة لأهمية الموضوع بالنسبة للأفراد أثناء وقت إطلاق الشائعة، بالإضافة إلى كون طبيعة المعلومات المتوفرة حول الموضوع مبهمة ويشوبها العديد من الملابسات يسهم ذلك بشكل كبير في نجاحها، وكذلك كون الأفراد المستهدفين بالشائعة مهيئون ومؤهلون لإستقبالها، خاصة عندما تكون الشائعة متوافقة مع أفكار الأفراد وثقافتهم مشاعرهم.
ونظراً للتداعيات الأمنية للشائعات نجد أن أجهزة الأمن والشرطة تضطلع بدور فاعل وملموس في مكافحة الشائعات من خلال رصدها وتحليلها وتفنيدها بجهودها، أو بالتعاون مع الجهات الأخرى لكن لا بد أن يكون للشرطة سهم وافر في ذلك الجزء من العمل الأمني والشرطي، فالشرطة هم أقرب مؤسسات الدولة إلى أفعال وأقوال وأفراد وفئات المجتمع بحكم طبيعة عملهم وتواجدهم الواسع، كما أنهم أكثر من غيرهم قدرة على سبر أغوارها ومعرفة منابعها متى ما توافر لهم شروط النجاح من داخلهم وخارجهم.
إن الأمن يعد من أهم المطالب البشرية، ويبحث عنه الإنسان منذ أن وجد على وجه البسيطة وذلك حتى تستقر نفسه ويعيش حياته الطبيعية، كما أن التغيرات المجتمعية المختلفة التي يشهدها العالم المعاصر على إختلاف أنظمته تدعو إلى الإهتمام بالأمن كمطلب أساسي سواء كان للأفراد أم للجماعات، كما تدعو هذه التغيرات أيضاً إلى ضرورة تفعيل الدور التنموي الرامي إلى زيادة حجم مشاركة الجميع في المشروع المجتمعي، وذلك تمهيداً للتعامل مع كافة أشكال المشكلات وتحقيق الوقاية من الأفعال التي يمكن أن تزعزع الإستقرار والأمن الوطني في مختلف الأنشطة والقطاعات التي يزخر بها المجتمع.
ويرتقي هذا الكتاب أهمية بتأصيله لمفهوم الشائعات في اللغة، وفي الفقه الإعلامي، ولدى فقهاء علم النفس والإجتماع، فضلاً عن تتبع التطور التاريخي لها عبر عهود وأزمات مختلفة، وتحديد العوامل المؤثرة على سرعة إنتشارها، وبيان منهج الإسلام وآدابه في التعامل مع الشائعات والتثبت من صدق الأخبار، هذا إضافة إلى تأصيل المنظور النفسي للشائعات بحسبانها تلعب دوراً مهماً في التأثير على الروح المعنوية للأفراد وكذلك أفكارهم وسلوكياتهم ومشاعرهم ومعتقداتهم.
كما تبرز هذه الأهمية كذلك من خلال إلقاء الضوء على المفهوم العام لفكرة الدافع بحسبانها توضح وتبرز المفهوم الفلسفي للدافع وأصوله الوجدانية وعلاقته بالباعث، وكذا فكرة العوامل الخارجية للسلوك الإنساني المنحرف، المتمثلة في الوسط الإجتماعي، والإقتصادي، والثقافي، والجغرافي الذي يحيط بالإنسانويجعله عرضه - بسلبياته - لإعتناق سلوك معوج، يساهم في هدم المجتمع وتقويض مقدراته من خلال إعتناق فكرة بث وترويج شائعات الأزمات كمنهج وسلوك.
وتتبدى أهمية الكتاب أيضاً في توضيحه لمدى تأثير ثورة الإتصالات على شائعات الأزمات، حيث أسهمت إفرازات تلك الثورة من تقنيات وآليات وأدوات جديدة في مجال الإعلام والتواصل بين الأفراد والمجتمعات إلى نشر وترويج شائعات الأزمات، بحيث بات واضحاً خطورة الدور الذي تلعبه مخرجات ثورة الإتصالات في هذا المجال، وما يرتبه ذلك من تهديدات حقيقة للأمن الوطني للدول والمجتمعات بإعتبار تلك الشائعات أحد أهم أدوات الحروب الحديثة، وتنحصر فيما يطلق عليه "حروب الجيل الرابع" الذي تعتبر فيه الشائعة أهم الأساليب المستخدمة لإسقاط الدول وإفشال مؤسساتها وإحداث الفتن ونشر الفوضى والذعر الداخلي داخل المجتمعات الأمر الذي يمهد لتدخلات خارجية لتحقيق وتنفيذ مخططات بعينها.
وينفرد هذا الكتاب بأهمية واضحة في مجال رصد التداعيات الأمنية المترتبة على بث الشائعات في أوقات الأزمات، وكذا رصد وتتبع التأثيرات المتباينة لتلك الشائعات على المجتمع بصفة عامة، والتداعيات الأمنية الناشئة عنها بصفة خاصة.
كما تظهر أهمية الكتاب كذلك من خلال؛ إلقاء الضوء على صورتي الأزمة متمثلتين في حالة التصاعد، وحالة التأزم بإعتبارهما من أبرز النتائج التي تؤدي إليها عملية بث وترويج الشائعات في أوقات الأزمات، وكذا تحديد أسباب تفاقم الأزمة الأمنية وإشتداد وطأتها من خلال تحليل العوامل السابقة على نشأتها والعوامل المعاصرة لها واللاحقة عليها.
وتبدو هذه الأهمية كذلك من خلال التنبيه إلى ضرورة البحث السريع عن أفضل الطرق، أو الأساليب الإستراتيجية، لإعادة تعديل مسار المؤسسة أو المنظمة في مواجهتها للشائعات الأزموية التي تسهم في إنهيار ظاهر وواضح لخطط وإستراتيجيات المقاومة، وما يحتمه فشل تلك الخطط من ضرورة اللجوء إلى إعادة الهندسة كأسلوب إستراتيجي في ظل تداعيات الموقف الأزموي بحسبانه من الأساليب الإستراتيجية الحديثة في مجال الإدارة، إذ يهدف إلى إحداث تغير جذري بأسلوب علمي لطرق الأداء وأساليب العمل على كافة مستويات المنظمة المستهدف إعادة هندستها.
كما تتبدى أهمية الكتاب أيضاً من خلال تحديده لسبل مواجهة شائعات الأزمات عبر المحاور الأمنية والتشريعية والدينية والإعلامية، وكذا الأدوات الحيوية الفاعلة في مثل تلك الأحوال، كدور الأسرة والمسجد والمؤسسات التعليمية.تعتبر الشائعات هي الأسلحة الفتاكة التي تستخدم في تدمير المجتمعات وهلاكها، كما أنها تستخدم في الحروب النفسية وذلك لما يتخلف عنها من آثار سلبية تضر بالأفراد والمجتمعات بشكل عام، كما أنها تعمل على القضاء على الروح المعنوية التي تعد أساس تقدم المجتمعات وإزدهارها، لذلك فإنه من الضروري التعاون من أجل القضاء على الشائعات والحد من إنتشارها.
وتختلف الآثار المترتبة على الشائعات وفقاً للشائعة نفسها فمن الممكن أن تؤدي إلى هلاك المجتمعات، مثال ذلك انتشار شائعة ضد مصانع المنتجات الغذائية على شركة أمريكانا بعدم الإعتناء بنظافة المنتج، وذلك أدى إلى إمتناع الأفراد عن شراء منتجاتها الغذائية، كما أن انتشار الشائعات ربما يؤدي إلى إختلاف مواقف الأفراد تجاه بعضهم البعض، بالإضافة إلى تأثيرها على العلاقات بين الدول وأحوالها الإقتصادية والإجتماعية، ويمكن أن تتسبب في رفع المعنويات وحدوث التقدم، ونظراً للغموض الذي انتشر عقب الفوضى العالمية فيما يتعلق بالأوضاع العالمية الجددية أصبح من الضروري التركيز على دراسة الأسباب المختلفة للترويج وإنتشار لشائعات ومدى صحتها وكذلك إيجاد مصادرها حتى تتسنى عملية مواجهتها.
إن الشائعات أضحت أداة رئيسة من الأدوات المستخدمة في الحرب النفسية، ولكي تتمكن من تحقيق أهدافها، لا بد أن تتمتع بسمتين هما مدى أهمية موضوع الشائعة في حياة الأفراد والجماعة، بالإضافة إلى مدى إبهام الموضوع، كما أنها تمثل ظاهرة إجتماعية موجودة منذ الأزل البعيد، وقد تشكلت في عدة أشكال عبر تاريخ الإنسانية، وأصبحت الآن لها دورها البارز في ظل تطور التاريخ الإنساني، كما أصبحت مصاحبة لحركات الصراع بين الدول سواء من الناحية العسكرية أو الإقتصادية أو الإجتماعية أو السياسية، فالشائعة مرض إجتماعي وظاهرة تعمل على تدمير المجتمعات ومن هنا يلزم مواجهتها ومن ثم القضاء عليها، وترجع الأسباب الرئيسية في وجود الشائعات إلى عدم وجود معلومات كافية أو قلة الأخبار التي تتعلق بالجماعة، وفي معظم الأحيان تضم الشائعة جزء ضئيل من الحقيقة، وبعد إنتشارها فإنها يتم دمجها مع أجزاء أخرى بشكل يجعلها متجانسة مع بعضها مما يستحيل فصل الحقيقة عن الخيال. إقرأ المزيد