تعليق المؤلف
- 24/02/2019
تتناول رواية “كومبارس متكلم” الناس العاديين، أولئك البشر الذين يمرون أمامك في الطريق ويجلسون بجوارك في المواصلات دون أن تتذكرهم بأية علامة تميزهم لا بالسلب ولا بالإيجاب، ليست لهم بطولات خارقة أو مآسي مريعة، لكن لكل منهم حياة كاملة تدور أثناء دوران حيوات الآخرين من العاديين وربما تتقاطع معها دون أن يدري أحدهم بذلك، حياة أحدهم لا تهم أحدًا ولا يكترث بها أحد، فهم في نظر الآخرين مجرد “آخرين” ليست لهم ملامح ولا أسماء، ليست لهم أية أهمية إلا حينما يجمعهم مكان واحد، حينها يصبحون شيئًا ما، يصبح لهم وزن وتأثير، لكنهم ليسوا من يصنع ذلك التأثير أو يتحكم به، إنهم مجرد مجاميع تكتسب أهميتها من كونها كيانًا واحدًا، مثل الكومبارس في السينما والمسرح، لا يمكنك تمييز ملامح أحدهم ولا تعرف اسم أي منهم، لا دور لأحد منهم بمفرده، لكنهم – مجتمعين – لهم دور أساسي يحدده ويتحكم به – ويستفيد منه – المخرج