لعله من الكتب المميزة التي تستند طياتها على الفكر العلمي والفلسفي معا لإثبات حالة عقائدية بعيدا عن أسلوب الوعظ والترديد بغير حجة ، يخاطبنا الدكتور عمرو شريف في رحلته العقلية بإسلوب منهجي مقنع يجعلك تلمس فعلا بإدراك الكاتب أن الصراع الحقيقي لا ينبغى أن يكون بين الحضارات ،أوبين الأديان ، لكنه صراع بين التدين والإلحاد وهو ما أشار اليهالأستاذ الدكتور أحمد عكاشة في المقدمة.
يقول الكاتب أننا وفي رحلة بحثنا عن العقيدة (الوجود الالهي) التي يفطر عليها البشر يجب أولا أن نستعرض الفكر الالحادي ( نشأته ،المنطق الذي يعول عليه الملاحدة ،أقسامه والآلية التي يستند مناصريه عليها ومن ثم الكيفيفة التي يمكن فيها ربط منطق العقل مع الوجود الالهي بالدين والعلم والفلسفة مستعرضا تجربة السير انتوني فلو أستاذ الفلسفة البريطاني الشهير والذي تزعم حركة الإلحاد في العالم لما يزيد عن نصف قرن عندما نزل خبر إقراره بأن "هناك إله" على الفلاسفة والمفكرين الملحدين كالصاعقة
ينتقل بنا الكتاب فيما بعد في فصوله الأخرى الى الكثير من التفاسير العلمية التي ومن خلالها يحاول أن يقشع الضباب عن التأويلات التي يذهب بها الماديون بعيدا لترسيخ فكرهم الالحادي(نظام التشفير ومعالجة المعلومات في أشكال الكائنات الحية ، الفكرة الغائية "الغاية" من وجود الكائن الحي ) والتي استعرضها الكاتب بإسلوب رشيق يدعو إلى الاعجاب
وقد كان انتقاله الموجز الغني عن الأديان سواء السماوية منها أو الغير سماوية فيه اضافة تستحق الثناء ،أورد في فصل من فصول الكتاب حديثا متعمقا عن نشأة الكون وكيف أنه فصل لمعيشة الانسان وأعجبتني الفكرة القائمة على أن الأديان كلها تتفق على العقائدية وتختلف في التشريع ولا مجال هنا للحصر فمهما أسهبت لن أوفي الكتاب حقه
عذرا للإطالة لكنني أحاول أن أحرض على قراءة كتاب كهذا لما فيه من قيمة غنية تستحق الإطراء والتبجيل.......رائع