تسجيل دخول

التنبؤ بالغيب ؛ عند مفكري الإسلام

لـ توفيق الطويل

(0) التعليقات: 0 المرتبة: 132,347

12.00$

الكمية:

تاريخ النشر: 01/01/2017

الناشر: المركز الأكاديمي للأبحاث

النوع: ورقي غلاف عادي

نبذة bJwWaNjTRCنيل UToND0SYmWوفرات:الغيب هو الأمر الخفيّ الذي لا يدركه الحسّ، ولا تقتضيه بداهة العقل، ويقع العلم به من دون مقدمات أو أسباب تُفْضي إليه، ومن دون استدلال منطقي ينتهي إلى معرفته، ومن دون أن يَثْبُتْ عنه خبرٌ صادق؛ أما ما يدرك بالدليل والقياس والنظر، فإنه مجرد ظنّ، والظنّ غير العلم.
وعلى هذا ...يكون العلم بالغيب إدراك جزئي أو كليّ مغيّبٌ عنّا، من دون التوسل إلى ذلك بصناعةٍ أو نحوها مما يستند إليه الزجر أو التطير وما إليها.
هذا وقد أدى تشارك البشر في نظرية النزوع نحو إدراك الغيب إلى تشابه كثير، واشترك في وضع هذه المادة سبعة عشر علماً، تناول كل واحدٍ منهم الحديث عن التنبؤ عند الشعب الذي تخصص في دراسته، وتزوّد هذه المصادر من يريد التوسع في هذا الموضوع بكثير من المراجع في أساليب التنبؤ عند الشعوب في مختلف العصور.
وقد غدت هذه الظاهرة بعضاً من الناس فقرروا أن هذا التشابه يعود في كل حالاته إلى نقل اللاحق عن السابق، وإلى عدوى الثقافات وتزاوج الفكر، واستندوا في هذا إلى انتقال الحضارات والثقافات في شعوب الشرق في ماضيه السحيق إلى شعوب اليونان والرومان، ثم انحدار الثقافات والفكر من هؤلاء وانتقال تراثهم إلى العالم الإسلامي...
والرأي أنه إذا كان لهذا التبادل العقلي بين الشرق والغرب تأثيره في وجود التشابه في بعضٍ من فنون التنبؤ، فإن الراجح أن الكثير من وجوهه الأخرى مردّها إلى وحدة العقل البشري وتشابه استجاباته - مع اختلاف الزمان والمكان - كلما تشابهت المؤثرات، وهذا ما يفسّر لمجهرة المحدثين من علماء الإجتماع الكثير من مظاهر التشابه في الحضارات البدائية، حتى في بعضٍ من الحالات التي ثبت فيها الإتصال بين هذه الشعوب.
هذا وقد مكّنت الأديان لهذا الميل الفطري عند البشر، والسبب هو أن التمكين لذلك الميل لا يستقيم بغير الإيمان بالغيبيات، وليس في هذا ما يضير بالأديان في شيء؛ فقد أقر الإسلام ذاته العلم بالغيب، وردّه إلى علّام الغيوب (الله) تعالى، ومن يجتبيه من رسله وصفوة المؤمنين من عباده؛ إذ عرف العالم الإسلامي صفوفاً من مدركي الغيب، يتقدمهم الرسل والأنبياء، ويليهم الأولياء وأهل الكشف الصوفي ونحوهم من المؤمنين... وأصحاب الرؤى الصادقة، ممن لا يتوسلون إلى إدراك الغيب صناعة وكسباً، وأولئك من أهل التنبؤ الطبيعي (Natural Divination) كما كان يمسيه شيشرون (CECE) وغيره من قدامى مؤرخية.
كما عرف العالم الإسلامي مع أولئك صنوفاً من أهل التكهن الصنفي (Artticia Divination) الذي يقوم بدوره على منطق العقل ومهارة الصنعة وسعة الخبرة وصدق الحدس وتوثب الفطنة، ودقّة اللحظ، وتوقد الذكاء، ونحو هذا مما يجيء أغلبه كسباً؛ إلا أن هذا لا يفلح إذا لم تصحبه فِطَرٌ تمكن من بلوغ غايبة، وهو يشتمل في الإسلام على الكهانة، والعرافة، والقيانة، والتنحيم، والطيرة، والفراسة وما يتصل بهذه الفنون، ويفضي الإستنفاد إلى منهج البحث العلمي، والإهتمام بقانون العليّة عند تحليل هذه الفنون التي استخدمت للكشف عن الغيب المحبوب إلى عكس النتيجة التي اجتمع عندها جمهور مفكري الإسلام من فلاسفة وصوفيين رجال شرع...!.
وهذه نقطة ستتكشف للقارئ مقدماتها في ثنايا فصول هذا الكتاب، والتي يعود المؤلف إلى مناقشتها في نهاية هذا البحث الذي نسعى من خلاله إلى التاريخ لوجهات النظر الإسلامية في أكثر أساليب التنبؤ شهرة، وتتبع أصولها في القرآن الكريم والتراث الإسلامي على وجه الإجمال، مما أدى به إلى الإشارة إلى إستعراض ما يشبه هذه الآراء في تراث القدامى من الغربيين والشرقيين على السواء، وما يرمي إليه الكاتب هو إثارة هذه الوجوه من النظر العقلي في أذهان القرّاء، وذلك كما تضمنها التراث الإسلامي، عسى أن تكون إثارتها مزاجاً من اللذة العقلية في المنفعة المشتركة.
هذا وقد اشتمل هذا البحث على أبواب ثلاثة تناولت المواضيع التالي: 1- علم الغيب، 2- التنبؤ الطبيعي عند مفكري الإسلامي (إدراك الغيب عند الأنبياء، ومنابع التفكير الإسلامي في الوحي، وإدراك الغيب عند أهل الكشف الصوفي ومن إليهم ثم الكشف الصوفي في تراث اليونان والرومان)، 3- فنون التكهن الصوفي عند مفكري الإسلام (فنون التكهن الصنفي)، علم الكهانة، علم العرافة، علم الفأل والطَيَرة والعيافة، علم أحكام النجوم، علم الفراسة، وأشباهها، علم السحر، موقف أهل الشرع من العلوم السالفة، موقف المؤلف من التكهن الصنفي).

إقرأ المزيد

التنبؤ بالغيب ؛ عند مفكري الإسلام

لـ توفيق الطويل